أخبار الصعيدأعداد البوابةالرئيسيةالصعيد الانمنوعات

ثقافة أسوان تفتح ملف العنف الأسري والزيادة السكانية لتعزيز تماسك الأسرة وبناء الوعي المجتمعي

نظم فرع ثقافة أسوان عددًا من الأنشطة الثقافية والفنية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار برامج وزارة الثقافة الرامية إلى رفع الوعي المجتمعي ومناقشة القضايا الحيوية التي تمس الأسرة والمجتمع.

وفي هذا السياق، أقام قصر ثقافة أسوان، بنادي أسوان الرياضي، محاضرة بعنوان «العنف الأسري وتأثيره على تماسك الأسرة والمجتمع»، حاضرها الدكتور الحسن علي محمد علي، دكتوراه في علم النفس التربوي بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان، وذلك ضمن نشاط المكتبة العامة.
وتناول المحاضر خطورة العنف الأسري بوصفه أحد أبرز التحديات التي تهدد استقرار المجتمع، لما له من آثار سلبية مباشرة على تفكيك الروابط الأسرية وزعزعة الأمن وبث مشاعر الخوف والقلق، بما ينعكس على اضطراب العلاقات الاجتماعية وتراجع التماسك المجتمعي.

وأوضح الدكتور الحسن أن تفكك الأسرة الناتج عن العنف يؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق وتآكل نواة المجتمع، فضلًا عن انتشار السلوكيات الإجرامية والعنيفة، حيث تُفرز البيوت التي يسودها العنف أفرادًا أكثر عرضة للانحراف. كما أشار إلى اضطراب العلاقات داخل الأسرة، وما يصاحبه من فقدان الثقة والأمان، إلى جانب التأثيرات النفسية العميقة على الأطفال، من صدمات وقلق واكتئاب ومشكلات سلوكية. وأضاف أن العنف الأسري يسهم كذلك في زيادة الضغوط الاقتصادية وتدهور الصحة العامة، وانتشار سلوكيات خطيرة مثل الإدمان، مؤكدًا أهمية التوعية ورفع الوعي بحقوق الأفراد وخطورة العنف بكافة أشكاله.

وضمن الأنشطة المنفذة تحت إشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة محمود عبد الوهاب، ومن خلال فرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود، نظم قصر ثقافة كوم أمبو محاضرة بعنوان «الزيادة السكانية وأثرها على التسرب من التعليم»، حاضرها الكاتب طه حسين، حيث سلط الضوء على مفهوم الزيادة السكانية باعتبارها ظاهرة متشابكة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وليست مجرد زيادة عددية في السكان.

وأكد المحاضر أن الضغط المتزايد على الموارد والخدمات، وعلى رأسها التعليم، يمثل أحد أخطر انعكاسات الزيادة السكانية، موضحًا العلاقة المباشرة بين النمو السكاني الكبير وارتفاع معدلات التسرب من التعليم، نتيجة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر كبيرة العدد، ما يدفع بعض الأطفال إلى ترك الدراسة والاتجاه إلى العمل المبكر.

كما أشار إلى أن ارتفاع الكثافة داخل الفصول ونقص المتابعة التربوية يؤديان إلى تراجع مستوى التحصيل الدراسي، ومن ثم سهولة الانسحاب من المنظومة التعليمية، متناولًا التأثيرات النفسية والاجتماعية للتسرب، حيث يصبح الطفل أكثر عرضة للانخراط في أنشطة غير آمنة أو غير مشروعة، فضلًا عن فقدان فرص بناء مستقبل مستقر.

واستعرض طه حسين نماذج لحلول مجتمعية وحكومية يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة، من بينها دعم الأسر الفقيرة، وتوفير بدائل تعليمية، وتنفيذ برامج محو أمية للكبار، إلى جانب التوعية بدور الأسرة في متابعة الأبناء. وشهدت المحاضرة تفاعلًا ملحوظًا من الحضور، الذين ناقشوا دور المجتمع المدني وإمكانات الثقافة في تغيير الوعي تجاه قضية الزيادة السكانية، وسبل تحفيز الأسر على الالتزام بتعليم أطفالها.

وفي ختام الفعاليات، أكد حسين شمس، مدير قصر ثقافة كوم أمبو، أهمية الاستمرار في فتح الحوار حول القضايا المجتمعية الحيوية، مشيرًا إلى الدور المحوري للثقافة في رفع الوعي العام وخدمة المجتمع، من خلال تقديم محتوى ثقافي يلامس القضايا الحقيقية، ويسهم في نشر الوعي وبناء الإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى