افتتاح المتحف المصري الكبير فخر لمصر والعالم.. والشارع الأسواني يحتفل بحضارة أجداده في مشهد تاريخي

تعيش مصر اليوم واحدة من أعظم لحظات تاريخها الحديث، مع الافتتاح الرسمي لـ المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الأكبر عالميًا، والذي ينتظره الملايين داخل مصر وخارجها. ومن أقصى جنوب البلاد، وتحديدًا في محافظة أسوان، عبّر المواطنون عن فخرهم بهذا الصرح الذي يمثل تتويجًا لرحلة طويلة من العمل الدؤوب لإحياء التراث المصري وتقديمه للعالم بصورة تليق بعظمة التاريخ المصري.
وقد شهدت ميادين أسوان منذ الصباح أجواء احتفالية مميزة، حيث قامت المحافظة بتخصيص شاشات عرض ضخمة في 14 موقعًا بالمدن السياحية لتمكين المواطنين والسائحين من متابعة لحظات الافتتاح مباشرة، وسط حضور جماهيري كبير امتلأ بالفخر والاعتزاز.
*تصريحات المسؤولين والقيادات:
محافظ أسوان اللواء الدكتور إسماعيل كمال قال:
“المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع حضاري، بل هو تجسيد لرؤية الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع الثقافة والهوية المصرية في صدارة أولويات التنمية الشاملة. نحن في أسوان نفخر بأننا جزء من هذا الإنجاز التاريخي الذي يعيد لمصر مكانتها المستحقة على خريطة الحضارة الإنسانية.”
وأشار المحافظ إلى أن افتتاح الصرح العملاق سيكون له أثر مباشر على تنشيط الحركة السياحية في صعيد مصر، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الشتوي، مؤكدًا استمرار الجهود لتطوير المناطق الأثرية بأسوان مثل معابد فيلة وأبوسمبل وكوم أمبو.
من جانبه، قال الدكتور لؤي نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان:
“المتحف المصري الكبير يمثل رسالة أمل للشباب المصري، وسيصبح مركزًا علميًا عالميًا في مجالات الحفظ والترميم وإدارة المتاحف، وجامعة أسوان تسعى لتكثيف التعاون البحثي والتدريبي مع هذا الصرح لتعزيز دور التعليم في خدمة التراث.”
وأشار الأستاذ الدكتور أحمد سوكارنو، عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة أسوان، إلى أن الحدث يعزز مناخ الاستثمار في القطاع السياحي والخدمي، قائلاً:
“افتتاح المتحف المصري الكبير يفتح الباب أمام فرص ضخمة للاستثمار في البنية السياحية بالصعيد، خاصة أن أسوان تمتلك مقومات جذب فريدة تجعلها امتدادًا طبيعيًا لهذا الزخم الحضاري.”
وأشاد الأثري شاذلي علي عبد العظيم، مدير منطقة آثار أسوان والنوبة السابق بالدقة الهندسية للمتحف، مؤكدًا أنه:
“تحفة معمارية تعكس عبقرية التصميم المصري الحديث القائم على مزج التراث بالتكنولوجيا.”
وأضافت الدكتورة نجلاء غريب، نائب مدير عام متحف النوبة:
“افتتاح المتحف المصري الكبير يعد حدثًا تاريخيًا ليس فقط للآثار والمتاحف المصرية، بل للعالم كله، فهو نقطة ارتكاز للتبادل الثقافي والدراسات المتخصصة في التراث الفرعوني.”
كما أبدى الكاتب الصحفي عز الدين عبد العزيز، مدير مكتب الأهرام المسائي بأسوان، رأيه:
“المتحف يمثل نموذجًا متكاملًا للنجاح المصري في الجمع بين الثقافة والسياحة والاقتصاد، وهو رسالة قوية للمجتمع المصري بأن حضارتنا التاريخية لا تزال حية وملهمة.”
*آراء الشارع الاسواني
داخل شوارع وكورنيش النيل بأسوان، تجمّع المواطنون أمام الشاشات لمتابعة الحدث.
قال المواطن مبارك عثمان لبيب، معلم تاريخ:
“كل مصري يشعر اليوم بأنه جزء من هذا الإنجاز، فالمتحف لا يخص القاهرة فقط، بل هو فخر لكل مدينة تمتلك بين جنباتها آثارًا خالدة.”
بينما قالت سمر، موظفة بالتربية والتعليم بأسوان:
“تابعت الافتتاح بشغف.. مصر اليوم تبهر العالم من جديد، والمتحف هذا سيفتح باب رزق كبير للسياحة.”
وأعربت الطالبة تقوى شاذلي بكلية الآثار بجامعة أسوان عن فخرها قائلة:
“الافتتاح حلم لأي شاب يحب التاريخ، ويؤكد أن مصر تبني المستقبل على أساس حضاري قوي.”
هكذا عاشت أسوان — درة الجنوب ومهد الحضارات القديمة — يومًا وطنيًا مشهودًا، عبّرت فيه عن فخرها واعتزازها بما تحقق على أرض مصر. فقد جاء افتتاح المتحف المصري الكبير ليؤكد أن الجمهورية الجديدة تسير بخطى واثقة نحو نهضة شاملة تعيد لمصر مجدها الحضاري وتبهر العالم بإنجازاتها.
إنها لحظة لا تُنسى في ذاكرة المصريين، تجمع بين التاريخ والمستقبل، بين الجذور العميقة والطموح الإنساني المتجدد، تحت راية وطن لا يزال يكتب حضارته بيده، ويقدّم للعالم رسالة واضحة أن مصر ليست فقط بلد الفراعنة، بل منارة حضارية عالمية حية.



