تعامد الشمس يضيء وجه رمسيس الثاني في مشهد أسطوري بأبو سمبل
في مشهد مهيب يروي عبقرية المصري القديم، شهد معبد أبو سمبل السياحي بمحافظة أسوان فجر اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس، في واحدة من أعجب الظواهر الفلكية التي تخطف أنظار العالم مرتين كل عام، في شهري فبراير وأكتوبر.
انطلقت فعاليات المشاهدة منذ الرابعة والنصف صباحًا، وسط حضور جماهيري وسياحي واسع، حيث اخترقت أشعة الشمس ممر المعبد بطول نحو 60 مترًا لتضيء وجه الملك رمسيس الثاني وتماثيل الإلهين “آمون رع” و“رع حور اختي”، بينما ظل تمثال الإله “بتاح” – رمز الظلام – في الظل، في مشهد أسطوري دام قرابة 20 دقيقة، وسط تصفيق وإعجاب الزوار.
وشهد الحدث حضورًا كثيفًا من أكثر من ألفي زائر مصري وأجنبي من مختلف الجنسيات، في ظل تنظيم أمني وسياحي محكم من الجهات التنفيذية بمحافظة أسوان، التي أنهت استعداداتها مبكرًا لتأمين الحدث وتسهيل حركة الأفواج السياحية القادمة من الأقصر والقاهرة ومرسى علم.
وأضفت فرق الفنون الشعبية من مختلف محافظات مصر لمسة فنية مميزة على أجواء الاحتفال، حيث قدمت عروضًا تراثية ونوبية ساحرة مزجت بين الرقص والغناء والموسيقى، ما منح الزائرين تجربة ثقافية متكاملة تجمع بين التاريخ والفلك والفنون الشعبية الأصيلة.
من جانبه، أكد اللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان أن هذا الحدث العالمي يعكس مكانة مصر السياحية وتفردها الحضاري، مشيرًا إلى أن المحافظة استعدت مبكرًا لاستقبال آلاف الزوار، مع رفع كفاءة المرافق والخدمات لضمان خروج الاحتفالية بالشكل اللائق بمكانة أسوان السياحية.
واختتمت الفعاليات وسط أجواء احتفالية مبهرة وتفاعل واسع من الحضور الذين التقطوا الصور التذكارية لتوثيق اللحظة التاريخية التي تُجسّد دقة المصريين القدماء في الربط بين الفلك والهندسة والإيمان، لتبقى ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني علامة خالدة في سجل عبقرية الحضارة المصرية.
وتدعو محافظة أسوان ومحبو التراث المصري كافة عشاق التاريخ إلى زيارة أبو سمبل في موعد التعامد القادم في فبراير المقبل، للاستمتاع بهذه اللحظة الفريدة التي لا تتكرر سوى مرتين في العام، وسط دفء الجنوب المصري وروح الحضارة التي لا تغيب
