بالصور…تجار“السيل” بأسوان يروون شهاداتهم بعد الحريق المدمر
خسائر فادحة ومطالب بالدعم وتعويض المتضررين

في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسوان جهودها لحصر الأضرار الناجمة عن الحريق الكبير الذي اندلع أمس بمنطقة السيل، ما تزال ألسنة الحزن تخيم على وجوه أصحاب المحال المجاورة، الذين عاشوا ساعات طويلة من الرعب والهلع بعد أن التهمت النيران بضائعهم وأرزاقهم، وخلّفت وراءها خسائر فادحة.
بدأت الشرارة الأولى للحريق – وفق روايات شهود العيان – في أحد المخازن التجارية التي كانت تحوي مواد سريعة الاشتعال، لتنتقل ألسنة اللهب بسرعة إلى المحال المجاورة بسبب شدة الرياح، وسط محاولات الأهالي للسيطرة على الموقف قبل وصول قوات الحماية المدنية، التي دفعت بعدد من سيارات الإطفاء والإسعاف، وتمكنت بعد أكثر من ثلاث ساعات من إخماد الحريق ومنع امتداده إلى مناطق أخرى.
وقال محمد عبد الموجود، صاحب أحد المحال المتضررة: “النار كانت بتجري كأنها موجة، فقدنا كل حاجة في لحظات، ربنا ستر إن مفيش خسائر في الأرواح”.
بينما أشار طارق حسن، تاجر أدوات منزلية، إلى أن الخسائر المادية كبيرة، مؤكدًا ضرورة تدخل المحافظة والغرفة التجارية لتعويض التجار المتضررين، ومراجعة اشتراطات الأمان في المخازن والأسواق الشعبية.
من جانبه، ثمَّن عدد من الأهالي سرعة استجابة قوات الدفاع المدني والشرطة، مؤكدين أن تضافر الجهود بين المواطنين والأجهزة التنفيذية أنقذ المنطقة من كارثة أكبر، خصوصًا مع كثافة الأنشطة التجارية في محيط الحريق.
وطالب التجار بضرورة تركيب أجهزة إنذار مبكر للحرائق وتكثيف حملات التوعية بطرق التعامل الآمن مع مصادر الكهرباء والتخزين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تضر بأرزاق مئات الأسر.
وتواصل الجهات المعنية حاليًا تحقيقاتها للوقوف على الأسباب الحقيقية للحريق وتحديد حجم الخسائر، وسط حالة من الترقب بين التجار الذين ينتظرون تعويضًا يعيد إليهم الأمل في استئناف نشاطهم من جديد.
ويبقى حريق “السيل” بأسوان رسالة تحذير قوية بضرورة تعزيز إجراءات السلامة داخل الأسواق الشعبية والمناطق التجارية، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، وضمانًا لاستمرار عجلة الاقتصاد المحلي في أمان واستقرار.





